لقاء الأدب/ مفيد نبزو

شاعر وأديب سوري

أجمل ما في العمر لقاء الأدب. وأسمى محبّة محبّة الكلمة. لأنه في البدء كان الكلمة، والكلمة عند اللـه.
   لقد استلمت من أخي الحبيب نعمان حرب مجموعتين شعريتين كنت قد خصيّتني بهما. تلقّيتهما فشممت فيهما رائحة حبّك، وعبق مودّتك. ففرحت جداً، وقرأتهما بلهفة وشوق. فأعجبت بهذه الشاعرية الأصيلة، وهذه الطاقة الشعريّة، والصور الجميلة، والسلاسة اللغويّة التي تميّزت بها هذه القصائد.
   يسعدني جداً جداً أن أضمّ محبّتك إلى قلبي، ونكون جنباً إلى جنب في ميدان الكلمة، وحديقة الإبداع. فأرجو أن تستمرّ علاقتنا وأخوّتنا، لنكبر فيهما، ونفخر فيهما، ومن خلالهما يتفجّر ينبوع العطاء. فألف شكر للأخ الحبيب نعمان حرب الذي كان له الفضل الكبير في تعريفي لحضرتك: شعراً وروحاً، وإن شاء اللـه نتعارف بالذات بعد أن تعارفنا بالروح والعاطفة. بادرة الأستاذ نعمان لن أنساها إلى الأبد بإذن اللـه.
   أخي الحبيب شربل بعيني..
   نحن هنا في محردة، عروس العاصي، ندعوكم، وفي أوّل زيارة لعندنا في سوريا، لزيارة محافظتنا الكريمة حماة ـ مدينة محردة، ليتمّ اللقاء بكم، ونفرح بوجودكم بيننا.
   لا أدري إذا كنت قد عرفتني من قبل، أو سمعت عنّي من خلال الصحف والمجلاّت أو الأخ نعمان. فأنا أكتب الشعر والزجل والمقالات والدراسات، وأنشر في عدد من الدوريّات في سوريا وبعض الأقطار العربيّة، وأنا مراسل لمجلة الشراع اللبنانيّة، ولمجلّة الضاد الحلبيّة.
   يشاركني في التحيّة والمعايدة أخي الأديب محفوض جرّوج، الذي قرأ معي شعرك الحلو العذب، ويسعده التعرّف لحضرتك أيضاً. فأنا وهو نعمل مشتركين في حقل الأدب.
محردة ـ سوريا
**
ربان الشعر
يا مجدليّا.. الشاعر بحضنك رِبِي
تفتَّق شعر عَ شْفايفُو.. وبعدو صبي
الشين.. شاعر عانق نجوم السّما
والراء.. ربّان الشعر والموهبِه
والباء.. باني صرح للشعر الندي
وطار الشعر لفوق أعلى مرتبه
واللام.. ليل نهار بمْواسم شقا
يفرّق غْناني حدّ هاك المصطبه
والباء.. باني الحقّ تا يركّع ظلـم
والعين.. عرّاب الأرز.. قومي اخطبي
والياء.. ينبوع العيون الظامئة
الـ قللاّ: تعي من شعر وجداني اشربي
والنون.. ناقوس الهجر تا يرجعوا
يصلّوا سوا بلبنان.. لبنان الأبي
والياء.. يعمي الحقد.. يحرق هَـ الوحوش
يفقي بمخلب حرّ .. عينين الغبي
شربل.. يا شربل.. لا تقول: بغربتي
معذّب، الغربه كتير قلبي معذّبِه
ومصلوب من شوقي انا ع ضيعتي
اللي تركت امي واخوتي فيها وأبي
جبران ما حلّق بشعرو ولا سَما
لولا الهجر.. لولا الموت الخلّبي
وقديش نادى بالفرح رغم الأسى
قومي يهود الحقد جبران اصلبي
يا طيور ربّي من القلب لا تهربي
ويا شمس حبّي من السما لا تغربي
مات الأمل، مات الفرح، مات الندى
تا ولد من جبران.. جبران النبي 
صدى لبنان، الدد 686، 20 آذار 1990
**
بارك الله فيك
الأخ الحبيب شربل
   تحية طيبة وبعد :
   كنت قد أرسلت لك تهنئتي في صحيفة (الاعتدال) الصادرة في كليفتون ـ نيوجرسي ـ الولايات المتحدة الأميركية، التي عملت فيها كمدير مكتب محردة منذ 1986، متطوعاً لخدمة الصحافة المهجرية والأدب المهجري، الذي عشقته ونذرت قلمي وعمري له، إضافة لعملي الرئيسي في سلك التدريس لمادة اللغة العربية في ثانويات محافظة ريف دمشق، لمدة أربع سنوات.
   الآن، تركت صحيفة (الاعتدال) نهائياً لاسباب لا داعي لذكرها، وانتقلت للتدريس في محافظتي ـ حماه، وبهذا الشكل اكون قد استقريت وانهيت رحلة المتاعب والسفر والسكن بعيداً عن الاهل والخلان.
   رسالتك الحلوة الطيبة المؤرخة في 23 ـ 1 ـ 1996، مع مجلة ليلى، استلمتها وسعدت بها جداً جداً، واعتزيت كثيراً بهذا الانجاز الرائع، فبارك اللـه فيك، وفي دورك الفعّال في مضامير الكلمة المبدعة الحرة، ورسالتك السامية في الأدب المهجري المعاصر، وأيضاً مجلة شقت طريقها الوعر المغمور بالأشواك بكل ثقة واعتزاز لتكون الصوت المهجري المعبر عن الحب والتفاني، وعن الشوق المستعر للأهل والحنين الصادق للوطن الام.
**