إطمئن يا شربل/ احمد السيّد

نشر مقاله في لبنان
قرأت في مجلّتكم الغرّاء قصيدة للشاعر شربل بعيني، وفيها يندب الأرزة ويخاف عليها من اللاشيء. لذا أردت أن أجيبه بهذه الكلمات النابعة من الصميم:
أرزتنا لن تئنّ..
لن تختلج..
لأنها تعرف مقدار صمودها.
تعرف أن لجذعها قوّة القدر،
فعليه تحطّمت رؤوس أكبر الطامعين الغزاة.
لماذا تندبها يا شربل؟!
وتقول: بأن من أغصانها يحاك تابوت المجد؟
أفلا تدري بأنها هي المجد نفسه؟
أرزاتنا اعتادت مناخ الصدور، فمدّت جذورها حتى الأعماق، وكم من غبيّ جاهل لئيم أراد اقتلاعها فعجز، وارتد دامي اليدين والعينين.
هي نحن ونحن هي..
يجمع فيما بيننا رابط إلهي أزلي خالد خلود اللـه في عليائه. أنا لا أنكر عليك خوفك من الأحداث، بل العكس، أنا جد خائف أيضاً، ومع ذلك أنا جد متفائل.
لماذا نخاف؟
أو بالأحرى لماذا تخاف الأرزة؟
وهناك أناس نذروا أرواحهم لفدائها؟.
تقول: هم قلائل..
ما هم، طالما أن إيمانهم بها قويّ راسخ رسوخ الأبد.
تقول:
من أبنائها..
من الذين يتّقون الحرّ في أفيائها..
هذا ليس بمنطق..
فبإمكانك أن تجري إحصاء شاملاً في لبنان، وتطرح على كل فرد لبناني هذا السؤال: هل تحب الأرزة؟
وطبعاً سيجيبك الجميع: نعم.
إطمئن يا شربل بعيني إطمئن..
فلا داعي لخوفك.
ملحق البيرق البيروتيّة، العدد 1310، 9 كانون الأول 1969
**