القدر مجرم/ الأب نعمة اللـه ك.

نشر مقاله تحت هذا الاسم
أعزائي،
لقد قرأت مؤخّراً في ملحقكم الحبيب قصيدة لشربل بعيني بعنوان (القدر كذّاب، القدر مجرم)، وبعد مراجعتها عدّة مرّات والتمعّن بها، وجدتها تزخر بالإلحاد ونكران وجود اللـه، والتهجّم على القديسين الأبرار، وجعل الإنسان سيد نفسه.
فمثلاً لو راجعنا عبارة (ركعت صلّي لإلـه ما عندو سما)، لوجدناها تنطوي على شكّ واضح وضوح الشمس بوجود اللـه تعالى. فالشاعر إنما يريد أن يبرهن أن إلهـه ليس له سماء، وكافّة الأديان تثبت أن اللـه في عرشه السماوي، وهذا التناقض يدعو إلى الشكّ. وحين يقول الشاعر:
أنا قدّيس
إصبعي بيضوي بليلات القدر
حملت الأرض
وبنفختي طفيت الشمس
وبروس صابيعي كمشت القمر
إنما يريد بقوله هذا أن يظهر الإنسان بمظهر القديس على الأرض، يقدر على فعل كل شيء، حتى على تسيير الكون حسب إرادته، وهذا عكس ما تعلّمه وتبشّر به الأديان السماويّة.
وأخيراً، يتجاسر ويقول شاعرنا العزيز:
الدني ما في لها نهايه
لها بدايه..
كذب..
نحنا بداية هالدني ونحنا النهايه.
هنا الطامة الكبرى، هنا الإلحاد.. كيف تنشر جريدة البيرق الغراء مثل هذه القصيدة؟ أو بالأحرى كيف يكتب شربل بعيني مثل هذه القصيدة؟ ونحن الذين كنّا نقدّره ونعتقده عكس ما أظهرته لنا قصيدته الجوفاء.
أين الإيمان؟ ولبنان معروف عنه إنه بلد الإيمان.. لا أدري.
سيّدنا يسوع المسيح يقول في إنجيله إن للحياة الدنيا نهاية وقيامة، وشربل بعيني يقول أن لا نهاية لهذه. فبربكم من نصدّق؟
أنترك كلام اللـه تعالى، لنسمع كلمات شاعر تصوّر له مخيّلته ما يشاء؟!
أرجو أن تنتبهوا لما قد تنطوي عليه مثل هذه القصائد من معانٍ وأفكار، تساعد على طرد الإيمان من قلوب شبابنا الطالع الضائع الأعمى، الذي ينقاد وراء كلّ شيء جديد. كما نرجو من الشاعر شربل بعيني أن يتجنّب مثل هذه المواضيع، وهذه القصائد، لأنها تسيء إلى سمعته وأدبه، وتدعونا إلى الشكّ بمسيحيّته.
ملحق البيرق البيروتية، العدد 116، 13 تشرين الأول 1969**