مناجاة علي/ علي سلطان

بحار من باكستان
عزيزي شربل
حفظك اللـه سالماً، آمين.
قد تكون هذه الرسالة مفاجأة لك، خاصّة وأنها وصلتك من هذه الأرض البعيدة. لقد أعجبت كثيراً بديوانك مناجاة علي، بعد قراءتي له في سيدني، التي زرتها خلال رسوّ سفينتي في مرفإها لعدّة ساعات.
لقد أخذت عنوانك من الكتاب، وحاولت جاهداً أن أجد الكتاب في مكتبات سيدني لأشتريه، ولكن دون جدوى. لذلك سأكون ممنوناً إذا تلطّفت بإرساله إليّ موقّعاً منك، وسأدفع ثـمنه مع كلفة توضيبه وإرساله. لأنه تحفة أدبيّة رائعة. كما أمنّي النفس بمعرفتك، واللقاء بك متى سنحت لي الفرصة بزيارة أستراليا.
إقبل مني تهنئتي الخالصة على نتاجك هذا، الذي أنتظر وصوله إلي بفارغ صبر.
**
أجمل هديةعزيزي شربل بعيني
السلام عليكم..
لقد استلمت منك أجمل هديّة في نهاية هذا القرن، إنها، وبحق، هديّة القرن. لذلك أحب أن أشكرك، وأن أطلب من اللـه أن ينعم عليك بالصحة والرفاهيّة.
لا أجد الكلمات المناسبة التي بإمكاني أن أعبّر بها عن إعجابي بكتابك، فأنا أعلم تماماً أن الكلمات تخذلنا لحظة تصوير ونقل عواطفنا. صدّقني، إن الدموع انهمرت على وجنتيّ عندما قرأت مزاميرك. ولقد أبدى أبي وزوجتي وإخواني، وأخواتي، وأقاربي إعجابهم الشديد بكتابك. إنه، بنظري، تطهير للنفس من أوساخ هذه الحياة، وإنك أفضل بكثير من بعض علماء الدين المسلمين.
أرسل لك خطبتين لسيّدي عليّ، لـم يطّلع عليهما سوى القلائل من الناس، وكما فهمت من كتابك أنك كتبته باللغة العربيّة، وقام بترجمته إلى الإنكليزيّة السادة ناجي مراد، إيلي شعنين وجوزيف اليمّوني. لذلك ستجد في الخطبة الأولى أن حرف (الألف) قد أسقط منها تماماً، وفي الخطبة الثانية لا توجد أحرف عربيّة منقّطة. ولقد اكتشفت هاتين الخطبتين أثناء قيامي بدراسة عن العقل البشري، وأعتقد أنك ستفرح بحصولك عليهما.
كما أن عندي الكثير الكثير من هذه الخطب التي قد تحدث ثورة في عالـم الكلمة والدين، ولكنني أتحيّن الفرص المناسبة للكشف عنها.
إذا زرت أستراليا، إن شاء اللـه، سأتصل بك لأشكرك شخصياً على إرسالك لي هذه القطعة الأدبيّة النادرة".
7 تشرين الأول 1999**
ترجمة المناجاة إلى الأورديةأخي العزيز شربل بعيني
حماك اللـه، آمين.
أتمنى أن تكون بخير وعافية. لست أدري إذا كنت قد استلمت بطاقة عيد الميلاد في الوقت المحدد أم لا. على كل حال انتقلت الآن إلى سفينة أكبر من الأولى بثلاث مرات. وأثناء عودتنا من سيدني انتشلنا من الغرق 16 شخصاً، غرق زورقهم، وراحوا يصارعون الموج في طقس عاصف، وهم يتمسّكون بقطعة فلّين. واحد منهم قضم الشّرك رجله، ولكنه تمكن من النجاة. عندي الكثير من القصص لأخبرها لطلاّبك، أنقل لهم محبّتي.
كيف حال زوجتك ليلى، لها منّي أطيب التمنيّات. كما أنني سعيد لتمكنّي من زيارتك في سيدني، وإلاّ لكنت حُرمت من التعرّف إليك شخصياً. كما أنني ممتنّ كثيراً لسماحك لي بنقل كتابك مناجاة علي إلى لغتي. سأبدأ بالترجمة حال وصولي إلى بلادي.
لقد تكلّمت عن كتابك مع عمّي الذي يعيش في الولايات المتحدة الأميركيّة، كما أخبرته عن لقائي بك، وعن استضافتك لي بترحاب شديد. ولقد وجدته مهتماً كثيراً بالإطلاع على الكتاب، فهلاّ أرسلت له نسخة منه بالبريد، مع الشكر سلفاً.
لقد انتقلت إلى سفينة أخرى، لأن سفينتي تخضع للتصليح في سنغفورة، ومتى عدت إلى سيدني سأتصل بك مجدّداً بإذن اللـه.
أنا متأكّد من أنك أرسلت الصور التي التقطتها لي في منزلك وعلى ظهر السفينة إلى عنوان منزلي. أما إذا كنت لـم ترسلها، أرجوك أن تزوّدني بها لضمّها إلى مجموعتي المصوّرة.
سوف لن أنسى زيارتي لمنزلك، والطريقة التي وصلت بها إليك، والترحاب الذي استقبلتني به، وإطعامي من مأكلك، واصطحابي لزيارة مدرستك وكنيستك في هاريس بارك. ثـم إرجاعي إلى سفينتي. كل هذا سيبقى في ذاكرتي إلى الأبد.
9 كانون الثاني 2001**
لا حقيقة سواهاعزيزي شربل بعيني
أتمنّى أن تصلك رسالتي وأنت بتمام الصحة والعافيّة. لقد استلمت كتابك مناجاة علي في الثالث من آذار، مع تمنيّاتك لي بخط يدك، فألف شكر لك على قطعتيك الأدبيتيّن: الإهداء والكتاب، الذي يقدّم للإنسانيّة خدمات عظيمة، خاصّة وأنه تُرجم من العربيّة إلى الإنكليزيّة والفرنسيّة والإسبانيّة، ونُشر في كتاب واحد.
الإسم، الورق، الطباعة، الإخراج وغيرها، أضفت على الكتاب رونقاً، وجعلت منه تحفة أدبيّة رائعة.
أنا على يقين تام من أن العالـم المتحضّر والمثقّف، سيكون بإمكانه فهم الحقيقة واستيعابها، من خلال الإطلاع على كتابك المفعم بالحقيقة. وبما أنني لا أفهم ولا أقرأ سوى الإنكليزيّة، أعترف بأن نقل أي عمل أدبي إلى لغة أخرى يعتبر معجزة حقيقية، فكم بالأحرى إذا كانت الترجمة تتـم بلغات لا تعتبر سهلة على الإطلاق. لهذا أعترف أن مترجمي كتابك قد قاموا بعمل جيّد يشكرون عليه.
كم كنت أتمنى أن أصبح ضليعاً باللغة العربيّة، ولكن قطار الزمن قد فاتني بعد أن بلغت الثامنة والسبعين من عمري، وبت أنتظر لحظة العبور إلى العالـم الآخر، حيث أرى مولاي علي.
دعني أهنئك على تفهّمك للحقيقة، التي لا حقيقة سواها، وأطلب منك أن تصلّي من أجلي.
30 آذار 2001
**